مـطـاردة فـتـاة !!....

مغرورة ..
متعجرفة ..
النرجسية تكسوها من رأسها وحتى أطراف قدميها ..
سارة ..
ذات الـ 20 ربيعا ..
الفتاة المدللة ..
والتي تؤمن بأنه لم يخلق في الوجود بعد من يفكر بالاساءة اليها ..
يوم جميل ممطر ..
وهاهي المدللة سارة تستعد للخروج الى السوق ..
كانت تصرخ بشدة في وجه تلك الخادمة :
أين هذا السائق الغبي ؟؟
هل سيارتي جاهزة ؟؟
ركبت السيارة ..
وأنطلق السائق قاصدا السوق ..
دقائق قليلة وهاهي سارة تتجول ..
نعم ..
عيناها كانت تلتهم اسماء تلك المحلات ..
كانت تبحث عن ذلك المحل المشهور ببيع الاحذية ..
ولم تكد عيناها تقع عليه الا ورمت بخطواتها بأتجاه البوابة الرئيسية ..
قطعت تلك الممرات الفخمة داخل المحل بتباطؤ ..
كانت تتأمل تلك الاحذية بشغف ..
ولكن ..
كان ذلك الرجل يحدق فيها بأهتمام ..
ثم فجأة بدأ بمتابعتها ..
كانت غير مطمئنة لتلك النظرات ..
بدأ ذلك الرجل بالاقتراب منها أكثر ..
كان شخصا يحمل ملامح قاسية ..
مخيفة بعض الشي ..
وبدأ لسارة أن ذلك الرجل يتربص بها الشر ..
وماهي الا لحظات ..
حتى وصل اليها الرجل ..
وبادرها قائلا :
مرحبا بكي ياسيدتي ..
كيف أستطيع خدمتك ؟
زالت تلك المخاوف منها ..
فذلك الرجل لم يكن سوى بائع في ذلك المحل ..
بدأت سارة في طلب بعض الموديلات ..
وبعض المقاسات ..
كانت تجرب النوع تلو الاخر ..
وذلك الرجل يترقبها بأهتمام ..
تجاهلت نظراته ..
وبدت غير مبالية ..
خرجت من ذلك المحل ..
وبدأت في المشي قليلا داخل ذلك السوق ..
لم يكن هناك شي يلفت انتباه سارة ..
نعم ..
مالذي يمكن ان يلفت انتباهها وهي تتردد يوميا على هذا المكان ..
بات كل شي حولها مملا ..
كلوحة خشبية فارغة من الالوان تشاهدها كل يوم ..
لم تكد تصحو من هذه التساؤلات الا وهي تتخذ كرسيا داخل احدى المطاعم الفخمة التي تتوسط السوق ..
تناولت بعض القهوة ..
كانت تحتسي تلك القهوة وهي تتأمل بعيدا ..
ثم !!
ياللغرابة !!
ماهذا ؟؟
أنه ذلك الرجل من جديد ...
نعم هو بعينه ..
البائع الذي كان يرمقها بتلك النظرات العنيفة في محل الاحذية ..
هاهو الان يترقبها من بعيد ..
ويتضح أنه ينتظر خروجها من ذلك المطعم لهدف مجهول ..
بدت قشعريرة باردة تستبيح جسد سارة وهي تتساءل :
مالذي يريده من متابعتي هكذا ؟؟
كانت تفكر ماذا تفعل ؟؟
وماذا سيفعل ذلك الرجل بعد خروجها ..
ثم ..
قررت ..
نعم قررت أن تخرج غير مبالية ..
أو على الاقل ستتظاهر بأنها لاتدرك انه يراقبها ..
وستنطلق الى حيث سيارتها ..
والسائق ..
وفعلا ..
خرجت بسرعة ..
وبدأت تسرع الخطى ..
لم تكن تنظر خلفها ابدا ..
كانت تريد فقط الوصول الى مخرج السوق ..
ثم الى سيارتها ..
ولكن شي من الفضول دعاها بشدة للالتفات الى الخلف ..
اوة !!
رحماك ربي ...
الرجل كان قريبا جدا منها ..
ولكن هذه المرة لم يكن وحيدا ..
بل كان يرافقه رجل ..
كان يتحدثان ويتابعاها بأهتمام .
ولكن !!
الرجل الاخر الذي انضم للأول ليس غريبا ..
نعم أنه صاحب المطعم الذي توقفت فيه قبل قليل ..
ماذا يريد ؟؟
هل هو شريك لهذا الرجل ؟؟
كانت الاسئلة تزداد ..
والخوف يزداد بداخل قلب تلك المسكينة ..
وصلت الى بوابة الخروج من السوق ..
ثم ..
ياللغرابة ..
سيارتها والسائق لااثر لهما ..
والرجل يكاد يقترب منها هو وصاحب المطعم ..
ماذا ستفعل ؟؟
نعم ..
ستهرب بأتجاه امن السوق ..
انها مهمتهم ..
وانطلقت تجري هذه المرة ..
كان خوفها واضحا ..
ولكن !!
كان الرجلان يبادلانها الجري ..
والغريب كان كل منهم يحمل بيده ورقة واضحة ..
غريبة ..
ماذا يعني ذلك ؟؟
هل في تلك الاوراق شي ..
ام هل تكون تلك الاوراق الصغيرة مجرد صور تخص سارة ليسهل على هؤلاء الرجال معرفتها ؟؟
ماهذا ؟؟
هذه فكرة مرعبة ؟؟
هل من يطاردها يريد القضاء عليها ؟؟
لماذا ؟
أي ذنب أقترفت ؟
واصلت الهرب بشدة ..
والرجلين مازالا يواصلا المطاردة ..
اخيرا ..
هاهي تلك المكاتب الخاصة بالامن تلوح لها ..
وصلت وبدأت تدير مقبض الباب للدخول ..
ولكن !!
مفاجأة غير متوقعة ..
كان الباب مغلقا ..
وكانت تلك الارجاء المحيطة بالمكان خالية من المارة ..
اذن لقد وقعت في الفخ برجليها ..
لم تحتمل سارة اقتراب الرجلين منها وهي وحيدة ..
فسقطت ...
سقطت مغشية !!


***********


كانت سارة قد بدأت تستعيد وعيها ..
نظرت حولها فوجدت عددا من المارة يحاولون اركابها سيارة الاسعاف ..
حررت نفسها من بين ايديهم وصرخت رجلان كانا يتابعاني ..
كانا يريدان قتلي ..
كانا .....
لم تستطع اكمال العبارة ..
كان الرجلان يقفان بالقرب منها ..
ويبتسمان ..
تقدم صاحب المطعم وقال لها ..
لقد انهكتيني بالجري خلفك ..
ياسيدتي انني اطاردك بهذه الفاتورة لكي تسددي قيمة القهوة التي تناولتيها وخرجتي دون دفع ثمنها ..
كان الاستغراب يملأؤها ..
فكلامه صحيح ..
يبدو ان الخوف انساها عن دفع ماتناولته ..
ثم تقدم اليها الرجل الاخر وقال :
وانا ياسيدتي كنت اطاردك بهذه الفاتورة لتدفعي ثمن ماترتدينه ولم تسددي حسابه وقت خروجك من المحل ..
واشار الى قدميها ..
نظرت سارة الى اقدامها ..
ثم أبتسمت ..
يالها من حمقاء ..
لقد خرجت من محل الاحذية وهي ترتدي حذاء جديدا كانت قد طلبت تجربته ..
ولكنها .
لم تدفع الثمن !!