حذر الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة والسكان ان هناك اتفاقا دوليا على ان تحور الفيروس وسلوكه غير معروف وبالتالى فان انتقاله من انسان الى انسان قد يحدث فى اى وقت فيما أشار رئيس الوزراء إلى تراجع كبير فى توافر لحوم الدواجن كمصدر لبروتين فى متناول أيادى سكاننا.
وقال الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة والسكان في افتتاح المؤتمر الدولى السادس عن انفلونزا الطيور بشرم الشيخ والذى يستمر يومين بمشاركة ممثلين عن نحو 124 دولة وبحضور 52 وزير صحة وممثلين عن 26 منظمة دولية واقليمية ووكالة متخصصة ان حدوث جائحة انفلونزا الطيور قد تسبب خسارة اقتصادية قد تصل الى 2 تريليون دولار مما يهدد بحدوث كارثة اقتصادية عالمية .
وأشار الى ان هناك اتفاقا دوليا على ان تحور الفيروس وسلوكه غير معروف وبالتالى فان انتقاله من انسان الى انسان قد يحدث فى اى وقت ، ومن ثم سينتشر المرض على مستوى العالم خلال فترة زمنية قصيرة نظرا لحركة انتقال البشر السريعة والدائمة بين مختلف دول العالم.
وقال ان هناك تناقصا فى عدد المانحين من 35 جهة مانحة فى مؤتمر بكين عام 2006 الى 17 جهة مانحة فى مؤتمر باماكو ثم تناقص هذا العدد الى تسع جهات فقط فى مؤتمر نيودلهى عام 2007.
وأشار الجبلي الى ان وزارة الصحة تبنت مبدأ الشفافية منذ ظهور المرض فى مصر وقامت باستخدام كافة الموارد المتاحة لمكافحة المرض حيث تم اعتماد مبلغ 500 مليون جنيه مصرى وشارك فى جهود مكافحة المرض العديد من الوزارات المعنية بجانب وزارات الصحة والزراعة والبيئة وقامت الوزارة بالتعاون مع الهيئات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية بمتابعة الموقف العالمى والابلاغ الفورى عن اى اصابات بشرية .
و قال فى كلمته أمام المؤتمر ان برامج التوعية حظيت بجانب كبير من جهود المكافحة حيث تم اذاعة العديد من البرامج التليفزيونية والاذاعية وتوزيع ملايين من مواد الدعاية المكتوبة كما قامت 13 الف رائدة ريفية بتوعية وزيارة اكثر من 10 ملايين منزل خلال عام 2008 ، كما تم تدريب الاطباء وهيئات التمريض على رعاية المرضى بالمستشفيات مما كان له الاثر الكبير فى انقاذ حياة العديد ممن تعرضوا للاصابة بمرض انفلونزا الطيور حيث تم انقاذ 20 طفلا تحت سن 10 سنوات وتم شفاؤهم جميعا.
وبدوره أعلن أمين أباظة وزير الزراعة وإستصلاح الأراضى أن وزارته تقوم حاليا بإعادة هيكلة صناعة الدواجن وزيادة كفاءة المجازر وأيضا المراجعة الدورية لسياسات مكافحة المرض بهدف الحفاظ على الثروة الداجنة التى تمثل عنصرا هاما فى منظومة الأمن الغذائى.
وقال أباظة "إن جهودنا وجهود أى دولة للتحكم فى مرض أنفلونزا الطيور تصب فى مصلحة المجتمع الدولى وشعار مجتمعنا هذا (عالم واحد وصحة واحدة) يكرس مفهوم العولمة ، حيث لا حدود تقى أى دولة من خطر إنتقال المرض".
وأضاف"إذا راجعنا التقديرات الدولية فإن هناك اعترفا بوجود فجوة تمويلية بين ما هو متوفر وما تم تقديره من احتياجات تصل إلى ما يزيد عن 40%".
من جانبه دعا الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء إلى تعبئة الجهود وتنسيق المساندة المالية من جانب الدول المانحة لدعم الجهود المبذولة على الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية للتغلب على مشكلة أنفلونزا الطيور.
وقال "إننا اكتشفنا أول حالة مؤكدة للاصابة بمرض أنفلونزا الطيور بإحدى مزارع الدواجن فى مصر فى فبراير عام 2006"، مشيرا إلى أنه منذ ذلك اليوم بدأنا التنفيذ الفعال لبرنامج منسق لادارة هذه الازمة.
وأشار الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء إلى أن التحديات التى تواجهنا فى مسار إدارة هذه الازمة متعددة علاوة على أن عملية مواجهتها مكلفة وغير سهلة.
وقال "إن عبء هذه المشكلة على قطاع الصحة ثقيل جدا"مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة إلى تسهيلات وأدوات تمكن من التشخيص الدقيق لهذا المرض ، كما أن هناك حاجة إلى أدوية وتطبيقات للتعامل مع الحالات ومتابعتها ، وبشكل خاص يتعين تعزيز مخزون عقار تاميفلو .. وعلاوة على ذلك ، فإن تعزيز القدرات فى القطاعين الطبى والبيطرى ضرورة لمواجهة هذه الازمة.
وأوضح أن أى جهود فى هذا السياق العالمى سيساعد بالقطع فى إنقاذ العالم من تهديد بحدوث وباء .. مضيفا "أن الأثر الاقتصادى لهذه الازمة كان كبيرا منذ بداية الازمة".
ولفت الدكتور نظيف إلى أن صناعة الدواجن فى مصر واجهت خسائر كبيرة مضيفا أن هذه الصناعة مازالت فى عملية التعافى حتى الان.
وقال الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء "إنه إضافة إلى ذلك ، تأثر المستهلكون بشكل كبير سلبيا بسبب اضطراب سوق المنتجات الداجنة"مضيفا أن استجابتنا كانت أيضا قوية وشاملة حيث كنا فى حاجة إلى إعادة تأهيل القطاع بأكمله.
وأشار إلى أننا نطبق حاليا خطة طموحة واسعة النطاق تستلزم إعادة إحياء مزارع الدواجن وتحديث قدرات الذبح وإعادة توجيه السوق باتجاه الدواجن المجمدة بدلا من الدواجن الطازجة والعمل على انسياب قنوات التوزيع.
وأضاف أن التأثير الاجتماعى لهذه الازمة كان متعددا وعميقا موضحا أنها أثرت بشكل مباشر على دخل 5ر1 مليون فرد يعتمدون فى معيشتهم على الدواجن ، كما أدت إلى تراجع كبير فى توافر لحوم الدواجن كمصدر لبروتين فى متناول أيادى سكاننا.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أنه فى المناطق الريفية حيث يعد تربية الدواجن المحلية مصدرا حقيقيا لدخل العائلات ، فقد كان الأثر الاجتماعى الاقتصادى واضحا مشيرا إلى أن الطريق للتغلب على التأثيرات الاجتماعية للازمة كان مكلفا تماما.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط