غرفة الذكرى........

كل شيء في غرفتي يشعل الذكرى بقلبي ويُلهب الأشجانَ
ذاك كرسيك الأثير كئيبٌ رائع الشعر لو أُتيح بيانَ
ثائرٌ صامت كقلب طريد أبعدوه عن أهله ظلماً وعدوانَ
يشتكي البعد عنكِ مقعده الخالي ويهفو إلى دفئكِ حنانَ
أَما تسمعينه يُرسل الشكوى أنيناً ويبعث الألحانَ
كل شيء في غرفتي يُشعل الذكرى بقلبي ويلهب الأشجانَ
هذه الصورة العزيزة تُبدي لي وجهاَ عشقته كل الأحيانَ
وجهكِ الباسم الذي يبعث النور ويلقي على فؤادي الأمانَ
لا تقولي رحلتي عني فإني أقتبس كلماتي من وجهك الفتانَ
وابتسامٌ غطى شفاهك يمحو حسرات غطت فؤادي زمانَ
آهٍ كم تعظم الخيالات حتى لنراها تُضارع الإنسانَ
ما لذهني وخاطري في ركودٍ أي خطبٍ تُرى أصاب الجنانَ
كل شيء في غرفتي يشعل الذكرى بقلبي ويلهب الأشجانَ
ذاك يا شريكة عمري فراشك خالٍ ولقد كان لحبنا ميدانَ
آهٍ ، لا ينفع التأسف يا قلب وقد غادر الحبيب المكانَ
يا فراش الحبيب شأنك والصمت فبالصمتُ تلهب الأحزانَ
كل شيء في غرفتي يشعل الذكرى بقلبي ويلهب الأشجانَ
صدحاتُ الشعاع تُثمل روحي وتثير الشعور والوجدانَ
والنسيم الخفيف يهفو من الشباك فرحان يحتويك احتضانَ
إنه أيقظ المشاعر لما دخل الآن غرفتي سكرانَ
فيا شباكي العزيز هدوءاً وتمهل ولا تشعل بداخلي النيرانَ
كنتَ مرعى آمالنا ومطيراً للتناجي وشاهداً لهوانا
أي شيءٍ تُراه آلمك اليوم فأمسيتَ ذاهلاً حيرانَ
لجديرٌ بك التناسي يا شباكي فـ إهدأ ولا تكن لهفانَ
وإقفل الآن صدرك العاشق للحب وحصَن من الهوى الآذانَ
كل شيء في غرفتي يشعل الذكرى بقلبي ويلهب الأشجانَ
كل شيء يؤرق الداء في نفسي ويحيي في مهجتي ما كانَ
لست أستطيع ان أعيش على ذكرى تميت الفؤاد آناً فآنا
لا ولا أستطيع أن أبعث النجوى لقلب نقض العهود وخانَ
يا حسرتي أني لا أستطيع فكاكاً منكِ يا غرفتي ولا هجرانَ
فابعثي ما أردتِ ذكرى غرامٍ قد تولى وحطم البنيانَ